ما أحلي أيامه
كان ممن يسابقني دائما الي الخير
كان مقداما للحق
كان ممن يغارعلي دين الله
كان رجلا
في زمن قل فيه الرجال
هو أخي وصديقي الوليد
كان يحب سير المجاهدين
لم يتركني يوما للشيطان
لم اعهده يوما مازحا كالعوام
بل كان كل كلامه لله وفي الله
كان معي في نفس المرحلة الدراسية
كان مجدا في دراسته
وجتهدا في تحصيل العلم
لم يمنعه جسده النحيل من الانتقال وراء العلماء هنا وهناك لتحصيل العلم الشرعي
لم يعرف عليه احد الصوت العالي
ولم يعهد عليه احد الهزل ولا الوهن
اعتدت علي صوته كل يوم في صلاة الفجر عبر الهاتف
لم يشعر يوما بالخجل من ابي عندما يرفع هو سماعة الهاتف
وكيف يشعر بالخجل وقد فعل فيه معروفا
لم يكن يتردد في ان يقول له " قم يا عمي لصلاة لفجر وايقظ رائد"
فكان يتبسم ابي دائما في وجهه
طالما دعا له ابي وامي في ظاهر الغيب
وفي يوم من الايام
صلينا معا الفجر
وقال لي وكأنه مغموما
اترانا يوما نلتقييا رائد؟؟
فقلت له سبحان الله .... وهل افترقنا كي نلتقي؟؟
فأجابني بإبتسامه لم اعرف لها معني
ثم عاد اليبيته
وعدت الي بيتي
وفي اليوم التالي
ونحن في الجامعة
ولأل مرة في حياته
يطلب أن يرحل قبل انتهاء اليوم الدراسي
لا حول ولا قوة إلا بالله
لماذا يا أخي تريد ان ترحل الأن؟؟؟
اجابني بأنه يريد العودة وحسب الي بيته
وطلب مني البقاء في الجامعة
إلا انني ابيت
وذهبت معه الي موقف السيارات للعودة الي بلدتنا المجاورة للمدينة التي بها الجامعة
وفي الطريق
أخذ يلح علي أن اسرع
شئ ما اشعر بأنه يريد اللحاق به ولم يخبرني
ياتري
ماذا يريد ؟؟؟
ولماذا تلك العجلة؟؟؟
وصلنا الي الموقف الخاص بالسيارات
فإذ بسيارة أكملت عدد ركابها وتتحرك متجه الي الطريق لتتجه الي البلدة
وهنا
نظر شاب من النافذة
وصاح
"محمد"
وأوقف السيارة
ثم نزل منها
فقد وجد شابا يبدوا أنهم اصدقاء وأحب أن يرجع معه الي البلده
وهنا اصبح هناك مقعدا واحدا خاليا في السيارة
وعلي غير العادة
تركني الوليد وركب مكان هذا الشاب في السيارة التي كانت قد تحركت ثم توقفت ليتزل منها الشاب الاول
وتحركت به السيارة
ثم نظر الي من النافذة معتذرا لي علي ذلك الموقف وانه تركني وذهب منفردا بدوني
وركبت السيارة التاليه
وأخذت تقريبا نصف ساعه او اقل لتكمل عدد ركابها
وفي الطريق
ما هذا؟؟؟
لماذا هذه التجمعات من الناس؟؟؟
يا الله
إنه حادث
هناك سيارة سقطت في المياه
لم اكد التفت الي المنظر حتي وجدت.......
إنه
إنه هو ....... الوليد
لا حول ولا قوة إلا بالله
كل من في السيارة اسرعوا لنجدتهم من مياه البحر
فإذا بهم كلهم أحياء بفضل الله
وكان الوليد أيضا من الاحياء
إلا انه الوحيد الذي فتح صدره تقريبا وتدلت منه احشاءه
فقد انفلت قائم من قوائم السيارة وانغرس في صدرة
ولم يحدث هذا الا في القائم المجاور لهذا المقعد فقط
فما هي الا لحظات
حتي قال
"اشهد الا اله الا الله..... واشهد ان محمد رسول الله"
ثم ذهب الي الموعد الذي كان يسرع اليه
علمت حينها لماذا كان يطلب مني الاسراع
والي اي موعد كان يريد الذهاب
كان علي موعد مع الموت
ولابد من ان يسري قدر الله
سبحان الله
كانت تلك السيارة قد تحركت
وعلي هذا المقعد كان هناك شاب البفعل
إلا ان هذا الشاب ليس هو المطلوب
فكان ماكان
ومات
مات وتركني
__________________
يا رب يا عالم بحالى وغنى عن سؤالى وشكوتى
نور لى قلبى ودلنى خايف أتوه عن سكتى