اتفق اقطاب الحركة الوطنية بصورة سرية - بطبيعة الحال - لإنهاء الحكم الإمامي الكهنوتي.. فكانت مهمة القردعي مع رفاق آخرين هي إطلاق الرصاص على الإمام يحيى في «حزيز» وبالفعل نفذ القردعي مهمته التي اشتاق إليها طويلاً وكانت هي نهاية الطاغية.. ولكن الإمام أحمد بن يحيى، الذي كان مرابطاً في حجة، استنفر باسم الدين جموعاً غفيرة وأباح لهم صنعاء للسلب والنهب بعد أن يدخلوها، وقام الثوار بحراسة صنعاء والذود عنها إزاء ذلك الوضع كلف القردعي بمهمة أخرى وهي حماية جبل «نقم» وكان مع مائة من الفدائيين الذين استماتوا في حماية نقم وظل القردعي ومن معه أربعاً وعشرين يوماً يسيطرون على نقم، ويدافعون عنه، ولكن نتيجة لعدة مؤامرات سقطت صنعاء في يد الطاغية أحمد الذي اقتاد أبطال اليمن وعلماءها إلى الإعدام والسجون ولكن القردعي استطاع بقوته وشجاعته أن يفر ويشق له طريقاً وسط هذه الجموع التي استعطفها الإمام باسم الدين.. حتى وصل القردعي إلى خولان، حيث تصدت له بعض القبائل الذين عرفوه من آثار مخالب النمر على أنفسه وعينه، غير أنه لم يستسلم وظل يقاتلهم وحده حتى سقط صريعاً شهيداً ولسان حاله يقول
وحنا عزمنا برايش
يالحيود السناد
ياجاريان امسك الجوده
وحسك مراد
مراد لول بلّول
منها الحيد ناد
بارق برق من على صنعاء
محل الجهاد
وامسوا يسقوا بسيله
في جميع البلاد
سيله معابر ورعده
من بنادق جداد
لاما حضرته فلانا
من نسل مسعد عباد
حكم الإمامة برى حالي
وسم الفؤاد
لابد مانبلغ المقصد ونيل المراد.
وحنا عزمنا برايش
يالحيود السناد
ياجاريان امسك الجوده
وحسك مراد
مراد لول بلّول
منها الحيد ناد
بارق برق من على صنعاء
محل الجهاد
وامسوا يسقوا بسيله
في جميع البلاد
سيله معابر ورعده
من بنادق جداد
لاما حضرته فلانا
من نسل مسعد عباد
حكم الإمامة برى حالي
وسم الفؤاد
لابد مانبلغ المقصد ونيل المراد.